الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كتاب التوحيد

(إثبات النفس لله - عز وجل - من الكتاب) :

فأول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا - جل وعلا - في كتابنا هذا : ذكر نفسه ، - جل ربنا - عن أن تكون نفسه كنفس خلقه ، وعز أن يكون عدما لا نفس له ، قال الله - جل ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ، فأعلمنا ربنا أن له نفسا كتب عليها الرحمة : أي ليرحم بها من عمل سوءا بجهالة ، ثم تاب من بعده ، على ما دل سياق هذه الآية ، وهو قوله: أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ، وقال الله - جل ذكره - لكليمه موسى: ثم جئت على قدر يا موسى واصطنعتك لنفسي ، [ ص: 12 ] فثبت الله أن له نفسا ، اصطنع لها كليمه موسى - عليه السلام - ، وقال - جل وعلا - : ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد فثبت الله - أيضا - في هذه الآية أن له نفسا ، وقال روح الله عيسى ابن مريم - مخاطبا ربه - : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ، فروح الله عيسى ابن مريم يعلم أن لمعبوده نفسا .

[ ص: 13 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية