الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الله يبشرك بكلمة منه ؛ سمى الله - عز وجل - عيسى " المسيح " ؛ وسماه " عيسى " ؛ وسمي ابتداء أمره " كلمة منه " ؛ فهو - صلى الله عليه وسلم - كلمة من الله ألقاها إلى مريم ؛ ثم كون تلك الكلمة بشرا. وقوله - جل وعز -: اسمه ؛ وإنما جرى ذكر الكلمة؛ لأن معنى الكلمة معنى [ ص: 412 ] الولد؛ المعنى: " إن الله يبشرك بهذا الولد " ؛ وجيها في الدنيا والآخرة ؛ " وجيها " ؛ منصوب على الحال؛ والوجيه: الذي له المنزلة الرفيعة عند ذوي القدر والمعرفة؛ ويقال: " قد وجه الرجل؛ يوجه؛ وجاهة " ؛ و " لفلان جاه عند الناس؛ ووجاهة عند الناس " ؛ أي: منزلة رفيعة؛ وقال بعض النحويين: " وجيها " ؛ منصوب على القطع من " عيسى " ؛ و " قطع " ؛ ههنا؛ كلمة محال؛ لأنه إنما بشر به في هذه الحال؛ أي: في حال فضله؛ فكيف يكون قطعها منه؛ ولم يقل لم نصب هذا القطع؛ فإن كان القطع إنما هو معنى؛ فليس ذلك المعنى موجودا في هذا اللفظ؛ وإن كان القطع هو العامل؛ فما بين ما هو؛ وإن كان أراد أن الألف واللام قطعا منه؛ فهذا محال؛ لأن جميع الأحوال نكرات؛ والألف واللام لمعهود؛ فكيف يقطع من الشيء ما لم يكن فيه قط.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية