الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب سقاية الحاج

                                                                                                                                                                                                        1553 حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا أبو ضمرة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له [ ص: 574 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 574 ] قوله : ( باب سقاية الحاج ) : قال الفاكهي : حدثنا أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن محمد بن عبيد الله حدثنا ابن جريج ، عن عطاء قال : سقاية الحاج زمزم . وقال الأزرقي : كان عبد مناف يحمل الماء في الروايا والقرب إلى مكة ويسكبه في حياض من أدم بفناء الكعبة للحجاج ، ثم فعله ابنه هاشم بعده ، ثم عبد المطلب ; فلما حفر زمزم كان يشتري الزبيب فينبذه في ماء زمزم ويسقي الناس . قال ابن إسحاق : لما ولي قصي بن كلاب أمر الكعبة كان إليه الحجابة والسقاية واللواء والرفادة ودار الندوة ، ثم تصالح بنوه على أن لعبد مناف السقاية والرفادة والبقية للأخوين . ثم ذكر نحو ما تقدم وزاد : ثم ولي السقاية من بعد عبد المطلب ولده العباس - وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا - فلم تزل بيده حتى قام الإسلام وهي بيده ، فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، فهي اليوم إلى بني العباس . وروى الفاكهي من طريق الشعبي قال " تكلم العباس ، وعلي ، وشيبة بن عثمان في السقاية والحجابة ، فأنزل الله عز وجل أجعلتم سقاية الحاج الآية إلى قوله : حتى يأتي الله بأمره قال : حتى تفتح مكة " . ومن طريق ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس " أن العباس لما مات أراد علي أن يأخذ السقاية ، فقال له طلحة : أشهد لرأيت أباه يقوم عليها ، وأن أباك أبا طالب لنازل في إبله بالأراك بعرفة . قال فكف علي عن السقاية " . ومن طريق ابن جريج قال : قال العباس : يا رسول الله ، . لو جمعت لنا الحجابة والسقاية ، فقال : إنما أعطيتكم ما ترزءون ولم أعطكم ما ترزؤون . الأول بضم أوله وسكون الراء وفتح الزاي والثاني بفتح أوله وضم الزاي ، أي أعطيتكم ما ينقصكم لا ما تنقصون به الناس . وروى الطبراني ، والفاكهي حديث السائب المخزومي أنه كان يقول : اشربوا من سقاية العباس فإنه من السنة .

                                                                                                                                                                                                        ثم ذكر البخاري في الباب حديثين :

                                                                                                                                                                                                        أحدهما : حديث ابن عمر في الإذن للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى ، وسيأتي الكلام عليه في أواخر صفة الحج .

                                                                                                                                                                                                        ثانيهما : حديث ابن عباس في قصة شربه صلى الله عليه وسلم من شراب السقاية .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية