الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لتؤمنوا بالله ورسوله ؛ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وخطاب للناس؛ ولأمته؛ والمعنى يدل على ذلك؛ ويجوز: "ليؤمنوا بالله ورسوله"؛ وقد قرئ بهما جميعا؛ وجائز أن يكون "لتؤمنوا بالله ورسوله"؛ خطابا للمؤمنين؛ وللنبي جميعا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آمن بالله؛ وبآياته؛ وكتبه؛ ورسله؛ وقوله شاهدا ؛ حال مقدرة؛ أي: يكون يوم القيامة؛ والبشارة والإنذار حال يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - ملابسا لها في الدنيا؛ لمن شاهده فيها من أمته؛ وحال مقدرة لمن يأتي بعده من أمته إلى يوم القيامة؛ ممن لم يشاهده؛ يعني بقوله: "مقدرة"؛ أن الحال عنده في وقت الإخبار على ضربين؛ حال ملابسة؛ يكون المخبر ملابسا لها في حين إخباره؛ وحال مقدرة لأن تلابس فى ثان من الزمان؛ وقوله - عز وجل -: وتعزروه وتوقروه ؛ معنى "تعزروه": تنصروه؛ يقال: "عزرته؛ أعزره؛؛ أي: نصرته مرة بعد مرة؛ وجاء في التفسير: "لتنصروه بالسيف"؛ ويجوز: "وتعزروه"؛ يقال: "عزرته؛ أعزره؛ عزرا"؛ و"عزرته؛ أعزره؛ عزرا؛ وتعزيرا"؛ ونصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي نصرة الله - عز وجل -؛ وتسبحوه بكرة وأصيلا ؛ [ ص: 22 ] فهذه الهاء ترجع على الله - عز وجل -؛ ومعنى "يسبحون الله"؛ أي: يصلون له؛ و"التسبيح"؛ في اللغة: تعظيم الله وتنزيهه عن السوء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية