الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا ؛ بإظهار الراء عند اللام؛ وقد رويت عن أبي عمرو: "فاستغفلنا"؛ بالإدغام؛ وكذلك في قوله: "يغفلكم"؛ ولا يجيز سيبويه؛ والخليل إدغام الراء في اللام؛ ولا يحكون هذه اللغة عن أحد من العرب؛ ويذكرون أن إدغام الراء [ ص: 23 ] في اللام غير جائز؛ لأن الراء عندهم حرف مكرر؛ فإذا أدغم في اللام بطل هذا الإشباع الذي فيه؛ وأعلم الله - عز وجل - أن هؤلاء منافقون؛ فقال: يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ؛ وأعلم الله - عز وجل - أنهم تخلفوا عن الخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بظنهم ظن السوء؛ فأطلع الله نبيه على ذلك؛ قال الله - عز وجل -: بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء ؛ أي: ظن الفساد؛ وكنتم قوما بورا ؛ أي: هالكين عند الله - عز وجل -؛ فاسدين في علمه؛ وقوله - عز وجل -: شغلتنا أموالنا ؛ أي: ليس لنا من يقوم بها؛ وأهلونا ؛ أي: وشغلتنا أهلونا؛ ليس لنا من يخلفنا فيهم؛ ويجوز: "وأهلنا"؛ ولكن القراءة المشهورة بالواو؛ فمن قال: "وأهلونا"؛ فهو جمع "أهل"؛ و"أهلون"؛ ومن قال: "وأهلنا"؛ فهو يتضمن الجماعة كلها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية