الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 328 ] باب العين والصاد وما يثلثهما

                                                          ( عصف ) العين والصاد والفاء أصل واحد صحيح يدل على خفة وسرعة . فالأول من ذلك العصف : ما على الحب من قشور التبن . والعصف : ما على ساق الزرع من الورق الذي يبس فتفتت ، كل ذلك من العصف . قال الله - سبحانه - : فجعلهم كعصف مأكول ، قال بعض المفسرين : العصف : كل زرع أكل حبه وبقي تبنه . وكان ابن الأعرابي يقول : العصف : ورق كل نابت .

                                                          ويقال : عصفت الزرع ، إذا جززت أطرافه وأكلته ، كالبقل . ويقال : مكان معصف ، أي كثير العصف . قال :


                                                          إذا جمادى منعت قطرها زان جنابي عطن معصف



                                                          ويقال للعصف : العصيفة والعصافة . قال الفراء : إذا أخذت العصيفة عن الزرع فقد اعتصف . والريح العاصف : الشديدة . قال الله - تعالى : جاءتها ريح عاصف . هذا الذي ذكره الخليل ، ومعنى الكلام أنها تستخف الأشياء فتذهب بها تعصف بها . ويقال أيضا : معصف ومعصفة . قال العجاج :


                                                          والمعصفات لا يزلن هدجا



                                                          [ ص: 329 ] وقال بعض أهل العلم : ريح عاصفة نعت مبني على فعلت عصفت . وريح عاصف : ذات عصوف ، لا يراد به فعلت ، وخرجت مخرج لابن وتامر .

                                                          ومن قياس الباب : الناقة العصوف : التي تعصف براكبها فتمضي كأنها ريح في السرعة . ويقال أعصفت أيضا . والحرب تعصف بالقوم : تذهب بهم . قال الأعشى :


                                                          في فيلق جأواء ملمومة     تعصف بالدارع والحاسر



                                                          ونعامة عصوف : سريعة . وقد قلنا إن العصف : الخفة والسرعة .

                                                          ومن الباب : عصف واعتصف ، إذا كسب . وذاك أنه يخف في اكتداحه . قال :


                                                          من غير [ ما ] عصف ولا اصطراف



                                                          وهو ذو عصف ، أي حيلة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية