الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ؛ وقد قرئت: "أو يسلموا"؛ فالمعنى: "تقاتلونهم حتى يسلموا"؛ و"إلا أن يسلموا؛ فإن قال قائل: قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم: لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا ؛ فكيف جاز أن يقول: ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ؛ فإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن الله أعلمه أنهم منافقون؛ وأعلمه مع ذلك أنهم لا يقاتلون معه؛ وجاء في التفسير أنه عني بقوله: ستدعون إلى قوم أولي بأس ؛ بنو حنيفة؛ وأبو بكر - رحمه الله - قاتلهم في أيام مسيلمة؛ وجاء أيضا: هوازن؛ والمعنى أن كل من ظاهره الإسلام فعلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوهم إلى الجهاد؛ والصحابة لم يطلعوا في وقت الجهاد على من يقاتل ومن لا يقاتل؛ ولا على من ينافق ومن لا ينافق؛ لأن الإظهار على ذلك من آيات الأنبياء - عليهم السلام -؛ وقد قيل: إلى قوم أولي بأس شديد ؛ أي: إلى فارس؛ والروم؛ وذلك في أيام أبي بكر؛ وعمر - رحمة الله عليهما - ومن بعدهما. [ ص: 25 ] فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا ؛ أي: إن تبتم وتركتم النفاق وجاهدتم؛ يؤتكم الله أجرا حسنا؛ وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ؛ أي: إن أقمتم على نفاقكم؛ وأعرضتم عن الإيمان والجهاد؛ كما توليتم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعذبكم عذابا أليما؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية