الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب العين والضاد وما يثلثهما

                                                          ( عضل ) العين والضاد واللام أصل واحد صحيح يدل على شدة والتواء في الأمر . من ذلك العضل ، قال الأصمعي : كل لحمة صلبة في عصبة فهي عضلة . يقال : عضل الرجل يعضل عضلا . ومن الباب : هو عضلة من العضل ، أي منكر داهية . وهو من القياس ، كأنه وصف بالشدة . والعضل من الرجال : القوي . ومن الباب : الداء العضال ، الأمر المعضل ، وهو الشديد الذي يعيي إصلاحه وتداركه . ويقال منه أعضل . ويقال إن ذا الإصبع تزوج امرأة ، فأتى قومه يسألهم مهرها فلم يعطوه فقال :


                                                          واحدة أعضلكم أمرها فكيف لو درت على أربع



                                                          [ ص: 346 ] يقول : عجزتم عن مهر واحدة فكيف لو تزوجت بأربع . يقال : أعضله الأمر وأعضل به . وقال عمر : " أعضل بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير ، ولا يرضاهم أمير " ، أي أعياني أمرهم . والمعضلات : الشدائد . ويقال : عضلت عليه ، أي ضيقت في أمره . وعضلت المرأة عضلا ، وعضلتها تعضيلا ، إذا منعتها من التزوج ظلما . قال الله - تعالى - : فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ، أي تحبسوهن . ويقال عضلت المرأة ، إذا نشب الولد في رحمها فلم يسهل مخرجه . وشاة معضلة وغنم معاضيل . [ و ] عضلت الأرض بأهلها ، أي غصت بهم وضاقت لكثرتهم . قال أوس :


                                                          ترى الأرض منا بالفضاء مريضة     معضلة منا بجمع عرمرم



                                                          ويقال سنة عضل : عسيرة . قال :


                                                          فيا للناس للسنة العضل



                                                          قال الفراء : ما يأتينا خير فلان إلا معضلا ، أي في التواء ونكد . وعضل : قبيلة ، وهو من هذا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية