الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم

                                                                                                                                                                                                                                      فيه الدلالة على أن الإياب هو المرجع .

                                                                                                                                                                                                                                      قال عبيد :


                                                                                                                                                                                                                                      وكل ذي غيبة يئوب وغائب الموت لا يئوب



                                                                                                                                                                                                                                      كما في قوله : إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون [ 5 \ 48 ] ، وهو على الحقيقة كما في صريح منطوق قوله تعالى : ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم الآية [ 3 \ 55 ] . وقوله : ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون [ 6 \ 164 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ثم إن علينا حسابهم [ 88 \ 26 ] ، الإتيان بثم ; للإشعار ما بين إيابهم وبدء حسابهم : وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [ 22 \ 47 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن علينا ، بتقدم حرف التأكيد ، وإسناد ذلك لله تعالى ، وبحرف " على " مما يؤكد ذلك لا محالة ، وأنه بأدق ما يكون ، وعلى الصغيرة والكبيرة كما في قوله : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله [ 2 \ 284 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 520 ] ومن الواضح مجيء إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ، بعد قوله تعالى : فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر ; تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتخويفا لأولئك الذين تولوا وأعرضوا ، ثم إن الحساب في اليوم الآخر ليس خاصا بهؤلاء ، بل هو عام بجميع الخلائق . ولكن إسناده لله تعالى مما يدل على المعاني المتقدمة .

                                                                                                                                                                                                                                      نسأل الله العفو والسلامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية