الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (31) قوله تعالى : تحبون الله : قرأ العامة : "تحبون " بضم حرف المضارعة من أحب ، وكذلك "يحببكم الله " . وقرأ أبو رجاء العطاردي : تحبون ، يحببكم بفتح حرف المضارعة وهما لغتان : يقال حبه [ ص: 126 ] يحبه بضم الحاء وكسرها في المضارع ، وأحبه يحبه ، وقد تقدم القول في ذلك في البقرة . ونقل الزمخشري أنه قرئ "يحبكم " بفتح الباء والإدغام وهو ظاهر ، لأنه متى سكن المثلين جزما أو وقفا جاز فيه لغتان : الفك والإدغام ، وسيأتي تحقيق ذلك في المائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الجمهور : " فاتبعوني " بتخفيف النون وهي للوقاية ، وقرأ الزهري بتشديدها ، وخرجت على أنه ألحق الفعل نون التوكيد وأدغمها في نون الوقاية ، وكان ينبغي له أن يحذف واو الضمير لالتقاء الساكنين ، إلا أنه شبه ذلك بقوله : أتحاجوني وهو توجيه ضعيف ، ولكن هو يصلح لتخريج هذا الشذوذ .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد طعن الزجاج على من روى عن أبي عمرو إدغام الراء من "يغفر " في لام "لكم " وقال : "هو خطأ وغلط على أبي عمرو " وقد تقدم تحقيق ذلك وأنه لا خطأ ولا غلط ، بل هذه لغة للعرب نقلها الناس ، وإن كان البصريون - كما يقول الزجاج - لا يجيزون ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية