الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          باب صلاة التطوع وما يتعلق بها والتطوع في الأصل : فعل الطاعة ، وشرعا ، وعرفا : طاعة غير واجبة والنفل ، والنافلة : الزيادة والتنفل : التطوع ( صلاة التطوع بعد جهاد ) أي : قتال كفار ( ف ) بعد ( توابعه ) أي : الجهاد ، كالنفقة فيه ( ف ) بعد ( علم : تعلمه وتعليمه ) قال أبو الدرداء : " العالم والمتعلم في الأجر سواء . وسائر الناس همج لا خير فيهم " .

                                                                          ( من حديث وفقه ونحوهما ) كتفسير ( أفضل تطوع البدن ) خبر : صلاة التطوع فأفضل تطوعات البدن : الجهاد لقوله تعالى : { فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة } " ،

                                                                          وحديث { وذروة سنامه الجهاد } " فالنفقة فيه لقوله تعالى : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } " الآية وحديث { من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف } " رواه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه ،

                                                                          فتعلم العلم وتعليمه لحديث { فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم } " وغيره والمراد : نفل العلم ، ويتعين منه ما يقوم به دينه : كصلاته [ ص: 236 ] وصومه ونحوهما ، وما لم يتعين منه فرض كفاية ونقل مهنا { طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته } " قيل له : فأي شيء تصحيح النية ؟ قال : ينوي يتواضع فيه .

                                                                          وينفي عنه الجهل ، والأشهر عنه : الاعتناء بالحديث والفقه والتحريض على ذلك وقال : ليس قوم خيرا من أهل الحديث وعاب على محدث لا يتفقه .

                                                                          وفي آداب عيون المسائل : العلم أفضل الأعمال ، وأقرب العلماء إلى الله وأولاهم به أكثرهم له خشية ، فالصلاة ، للأخبار : بأنها أحب الأعمال إلى الله وخيرها ، ومداومته صلى الله عليه وسلم على نفلها .

                                                                          ( ونص ) أحمد ( أن الطواف لغريب أفضل منها ) أي : الصلاة ( بالمسجد الحرام ) لأنه خاص به يفوت بمفارقته ، بخلاف الصلاة ، فالاشتغال بمفضول يخص بقعة ، أو زمنا ، أفضل من فاضل لا يختص .

                                                                          قال ( المنقح ) في التنقيح ( والوقوف بعرفة أفضل منه ) أي : الطواف ، لحديث { الحج عرفة } " ( خلافا لبعضهم ) يحتمل أن يكون مراده صاحب الفروع ، حيث قال : فدل ما سبق على أن الطواف أفضل من الوقوف بعرفة ، لا سيما وهو عبادة بمفرده ، يعتبر له ما يعتبر للصلاة غالبا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية