الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أفنضرب عنكم الذكر صفحا [5]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 98 ] قال الفراء يقال : أضربت عنك وضربت عنك أي أعرضت عنك وتركتك . وفي نصب صفح أقوال منها أن يكون معنى "أفنضرب" أفنصفح ، كما يقال : هو يدعه تركا؛ لأن معنى يدعه يتركه ، ويجوز أن يكون صفحا بمعنى صافحين ، كما تقول : جاء زيد مشيا أي ماشيا ، ويجوز أن يكون صفحا بمعنى ذوي صفح ، كما يقال : رجل عدل أي عادل وكذا رضى . وهذا جواب حسن واختلف العلماء في معنى "الذكر" ههنا فروى جويبر عن الضحاك أفنضرب عنكم الذكر قال : القرآن . وقال أبو صالح : أفنضرب عنكم الذكر فقال : أفنذر عنكم الذكر فنجعلكم سدى كما كنتم . قال أبو جعفر : وهذه الأقوال ، وإن كانت مختلفة الألفاظ فإن معانيها متقاربة فمن قال : الذكر العذاب قدره بمعنى ذكر العذاب ، وذكر العذاب إذا أنزل قرآن . ومن قال معناه أفنذر عنكم الذكر فنجعلكم سدى قدره أفنترك أن ينزل عليكم الذكر الذي فيه الأمر والنهي فنجعلكم مهملين قال أبو جعفر : وهذا قول حسن صحيح بين أي أفنهملكم فلا نأمركم ولا ننهاكم ولا نعاقبكم على كفركم بعد أن ظهرت لكم البراهين لأن كنتم قوما مسرفين . وهذا على قراءة من فتح "أن" وهي قراءة الحسن وأبي عمرو وابن كثير وعاصم ، وسائر القراء على كسر "إن" أي متى أسرفتم فعلنا بكم هذا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية