الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 59 ] الباب الثاني

                                                                                                                في زكاة المعادن

                                                                                                                والمعدن بكسر الدال من : عدن بفتح الدال يعدن بكسرها عدونا . إذا أقام ، ومنه : جنة عدن ، أي جنات إقامة ، والمعدن يقيم الناس فيه صيفا وشتاء ، أو لطول مقام النقدين فيه ، ولا يسمى ركازا عندنا وعند الشافعية خلافا لـ ( ح ) . لنا : ما في الصحاح : قال عليه السلام : ( العجماء جبار ، والبئر جبار ) وفي رواية : ( جرج العجماء جبار ، والمعدن جبار ، وفي الركاز الخمس ) ولم يقدر فيه الخمس ، ولأن الركاز من الركز ، والمعدن ثابت وليس بمركوز ، والنظر في جنسه وقدره وموضعه وواجده والواجب فيه ، فهذه خمسة فصول .

                                                                                                                الفصل الأول : في جنسه ، قال سند : ولا تجب الزكاة إلا في معدن الذهب والفضة عند مالك و ( ش ) ولما أوجب ( ح ) في المعدن الخمس أوجبه في كل ما ينطبع كالحديد بخلاف ما لا ينطبع كالعقيق والكحل ، وهي نقض عليه ، واختلف قوله في الزئبق ، واعتبر ابن حنبل كل ما يخرج من المعدن لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ) . ( البقرة : 167 ) ونقض عليه بالطين الأحمر .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية