الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ( 75 ) )

يقول تعالى ذكره : لو ركنت إلى هؤلاء المشركين يا محمد شيئا قليلا [ ص: 509 ] فيما سألوك إذن لأذقناك ضعف عذاب الحياة ، وضعف عذاب الممات .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) يعني : ضعف عذاب الدنيا والآخرة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله ( ضعف الحياة ) قال : عذابها ( وضعف الممات ) قال : عذاب الآخرة .

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) : أي عذاب الدنيا والآخرة .

حدثنا محمد ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( ضعف الحياة وضعف الممات ) قال : عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( ضعف الحياة وضعف الممات ) يعني عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .

وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في قوله ( إذا لأذقناك ضعف الحياة ) مختصر ، كقولك : ضعف عذاب الحياة ( وضعف الممات ) فهما عذابان ، عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة . وقوله ( ثم لا تجد لك علينا نصيرا ) يقول : ثم لا تجد لك يا محمد إن نحن أذقناك لركونك إلى هؤلاء المشركين لو ركنت إليهم ، عذاب الحياة وعذاب الممات - علينا نصيرا ينصرك علينا ، ويمنعك من عذابك ، وينقذك مما نالك منا من عقوبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية