الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 141 ] 304 - باب بيان مشكل ما قد اختلف الناس فيه من المعسر بالدين الذي عليه هل يؤاجر في ذلك حتى يقضي دينه من أجرته أم لا ؟ وهل روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء أم لا ؟ قال أبو جعفر : ما علمنا أحدا من أهل العلم ذهب إلى إجارة المدين الذي لا شيء له حتى يقضي دينه من أجرته غير ابن شهاب الزهري ، فإنه قد كان يذهب إلى ذلك ، ولا أعلمني إلا أخذت ذلك من قوله عن هارون بن كامل ، عن عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب . وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدفع ذلك ويخالفه .

1879 - كما قد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف .

وكما قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، فأما الربيع فقال : حدثنا شعيب بن الليث ، وأما محمد بن عبد الله فقال : أخبرنا أبي وشعيب بن الليث .

وكما قد حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا يحيى بن إسحاق البجلي [ ص: 142 ] قالوا جميعا : حدثنا الليث ( ح )

وكما حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، ثم اجتمع عمرو والليث فقالا : عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أصيب رجل في ثمار ابتاعها ، فكثر دينه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقوا عليه فتصدق عليه ، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا ما وجدتم ليس لكم إلا ذلك .

فكان فيما روينا من هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لغرماء المدين المذكور فيه بعد صدقة الناس عليه بما تصدقوا به عليه لقضاء دينه : خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك . وكان في ذلك ما قد دفع أن يكون لهم إجارته ، ليستوفوا ديونهم من أجرته ، والله تعالى نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية