الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5315 باب: في الفأر، وأنه مسخ

                                                                                                                              وقال النووي: (باب في أحاديث متفرقة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص123، 124 جـ18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقدت أمة من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟".

                                                                                                                              قال أبو هريرة: فحدثت هذا الحديث كعبا، فقال: آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، قال ذلك مرارا، قلت: أأقرأ التوراة؟


                                                                                                                              قال إسحاق في روايته: "لا ندري ما فعلت".

                                                                                                                              "الفأرة مسخ، وآية ذلك أنه يوضع بين يديها [ ص: 422 ] لبن الغنم فتشربه، ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه" فقال له كعب: أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أفأنزلت علي التوراة؟].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه; (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: فقدت أمة من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت; وفي رواية: "لا ندري" بالنون).

                                                                                                                              (ولا أراها إلا الفأر . ألا ترونها: إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه. وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟) معناه: أن لحوم الإبل وألبانها; حرمت على بني إسرائيل، دون لحم الغنم وألبانها. فدل بامتناع الفأرة من لبن الإبل "دون الغنم": على أنه مسخ، من بني إسرائيل.

                                                                                                                              (قال أبو هريرة: فحدثت بهذا الحديث كعبا. فقال: آنت سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارا. قلت: أقرأ التوراة؟) "أقرأ" بهمزة الاستفهام. وهو [ ص: 423 ] استفهام إنكار. ومعناه: ما أعلم، ولا عندي شيء، إلا عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم. ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها، من كتب الأوائل: شيئا. بخلاف كعب الأحبار وغيره، ممن له علم بعلم أهل الكتاب. قاله النووي.

                                                                                                                              (وفي رواية) عن أبي هريرة، رضي الله عنه: "أفأنزلت علي التوراة". وتمامها: "قال: الفأرة مسخ، وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم، فتشربه. ويوضع بين يديها لبن الإبل، فلا تذوقه. فقال له كعب: أسمعت هذا من رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم; قال: أفأنزلت علي التوراة". رواه مسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية