الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          وينبغي أن يحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب إن أمكن ويشاورهم فيما يشكل عليه ، فإن اتضح له حكم ، وإلا أخره ،

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( وينبغي ) أي : يسن ( أن يحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب إن أمكن ) حتى [ ص: 37 ] إذا حدثت حادثة ، سألهم عنها ليذكروا أدلتهم فيها ، وجوابهم عنها فإنه أسرع إلى اجتهاده ، وأقرب إلى صوابه ، فإن حكم باجتهاده فليس لأحد الاعتراض عليه ؛ لأن فيه افتئاتا عليه ، إلا أن يحكم بما يخالف نصا أو إجماعا . ( ويشاورهم فيما يشكل عليه ) لقوله - تعالى - : وشاورهم في الأمر [ آل عمران : 159 ] وقد شاور النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في أسارى بدر ، وشاور أبو بكر في ميراث الجدة ، وعمر في دية الجنين ، وشاور في حد الخمر ، ولا مخالف في استحباب ذلك . والمشاورة هنا لاستخراج الأدلة ويعرف الحق بالاجتهاد . وقال أحمد : ما أحسنه لو فعله الحكام ، يشاورون وينتظرون . ( فإن اتضح له حكم ) ولا يحل له تأخيره لما فيه من تأخير الحق عن موضعه . ( وإلا أخره ) حتى يتضح الحق فيحكم به ، لما فيه من القضاء بالجهل .




                                                                                                                          الخدمات العلمية