الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ويستحب له عيادة المرضى وشهود الجنائز ، ما لم يشغله عن الحكم . وله حضور الولائم ، وإن كثرت تركها كلها ، ولم يجب بعضهم دون بعض .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ويستحب له عيادة المرضى وشهود الجنائز ، ما لم يشغله عن الحكم ) لأن ذلك قربة وطاعة ، وقد وعد الشارع على ذلك أجرا عظيما ، فيدخل القاضي في ذلك . وله حضور البعض ; لأن هذا يفعله لنفع نفسه ، بخلاف الولائم . وفي " الترغيب " : ويودع الغازي والحاج . وظاهره : أنه إذا أشغله حضور ذلك عن الحكم فلا ; لأن اشتغاله بالفصل بين الخصوم ومباشرة الحكم أولى . ( وله حضور الولائم ) كغيره لأنه - عليه السلام - أمر بحضورها . ( وإن كثرت تركها كلها ) لئلا يشتغل عن الحكم الذي هو فرض عين ، لكنه يسألهم التحليل ويعتذر . ( ولم يجب بعضهم دون بعض ) أي : بلا عذر ، ذكره القاضي وغيره ، لأن في ذلك كسرا لقلب من لم يجبه ، إلا أن يختص بعذر من منكر أو بعد أو اشتغال بها زمنا طويلا ، فله الإجابة لأن عذره طاعة . وذكر أبو الخطاب : يكره مسارعته إلى غير وليمة عرس ، مع أنه يجوز له حضورها . وفي " الترغيب " : يكره ، وقدم : لا يلزمه حضور وليمة عرس ، وذكر له القاضي : أنه يستحب له وليمة عرس . وقيل : يجب عليه حضورها . وقيل : إن وجبت على غيره ، وإلا فلا يلزمه . [ ص: 43 ] فرع : لو تضيف رجلا ، فظاهر كلامهم يجوز . وفي " الفنون " : له أخذ الصدقة .




                                                                                                                          الخدمات العلمية