الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله

                                                                                                          1634 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد أن شرحبيل بن السمط قال يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة قال أبو عيسى وفي الباب عن فضالة بن عبيد وعبد الله بن عمرو وحديث كعب بن مرة حديث حسن هكذا رواه الأعمش عن عمرو بن مرة وقد روي هذا الحديث عن منصور عن سالم بن أبي الجعد وأدخل بينه وبين كعب بن مرة في الإسناد رجلا ويقال كعب بن مرة ويقال مرة بن كعب البهزي والمعروف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرة بن كعب البهزي وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( واحذر ) أي عن زيادة ونقصان فيه ( من شاب شيبة ) أي شعرة واحدة بيضاء ( في الإسلام ) يعني أعم من أن يكون في الجهاد أو غيره ( كانت له نورا يوم القيامة ) أي ضياء ومخلصا عن ظلمات الموقف وشدائده . قال المناوي : أي يصير الشعر نفسه نورا يهتدي به صاحبه ، والشيب وإن كان ليس من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن فضالة بن عبيد وعبد الله بن عمرو ) أما حديث فضالة فأخرجه [ ص: 216 ] البزار والطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن لهيعة وبقية إسناده ثقات ، كذا في الترغيب ولفظه مثل حديث الباب المذكور . وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه أبو داود .

                                                                                                          قوله : ( حديث كعب بن مرة حديث حسن ) وأخرجه النسائي وابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( هكذا رواه الأعمش عن عمرو بن مرة ) أي عن سالم بن أبي الجعد إلخ ( وقد روي هذا الحديث عن منصور عن سالم بن أبي الجعد وأدخل ) أي منصور ( بينه ) أي بين سالم بن أبي الجعد ( ويقال كعب بن مرة ، ويقال مرة بن كعب البهزي إلخ ) قال في تهذيب التهذيب : كعب بن مرة وقيل : مرة بن كعب البهزي السلمي سكن البصرة ثم الأردن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه شرحبيل بن السمط وسالم بن أبي الجعد وقيل لم يسمع منه وعبد الله بن شقيق وقال مرة بن كعب وغيرهم ، قال ابن عبد البر : والأكثر يقولون كعب بن مرة له أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة يروونها عن شرحبيل عنه ، وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها عن شرحبيل عن عمرو بن عبسة والله أعلم انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية