الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين آية 14

                                          [3247] حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن رافع ، ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي بكر بن حفص قال: لما نزلت زين للناس حب الشهوات إلى آخر الآية قال عمر : الآن يا رب حين زينتها لنا، فنزلت قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات الآية كلها.

                                          [3248] حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني ، وعلي بن هاشم [ ص: 607 ] بن مرزوق، قالا: ثنا يزيد، أنبأ عبد الله بن يونس، عن سيار أبي الحكم ، أن عمر بن الخطاب قرأ: زين للناس حب الشهوات من النساء ثم قال: الآن يا رب وقد زينتها في القلوب.

                                          [3249] حدثنا أبي ، ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم ، ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن في قوله: زين للناس حب الشهوات قال: ما أحد أشد لها ذما من خالقها.

                                          والوجه الثاني:

                                          [3250] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، قال: سألت الحسن عن قوله: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين قال: زين لهم الشيطان.

                                          [3251] حدثنا علي بن حرب الموصلي ، ثنا القاسم بن يزيد، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن أرقم جاء إلى عمر بن الخطاب حلية من حلية جلولاء: آنية فضة على قصب على نطع، فقال: اللهم إنك ذكرت هذا فقلت: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين حتى ختم الآية. وقلت لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم فإنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم فاجعلنا ننفقه في حق، وأعوذ بك من شره.

                                          قوله تعالى: من النساء والبنين

                                          [3252] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا سلام أبو المنذر، ثنا ثابت ، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة ".

                                          قوله تعالى: والقناطير المقنطرة

                                          [3253] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن يحنس، عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله [ ص: 608 ] عليه وسلم : من قرأ بخمسين آية في ليلة أصبح له قنطار من الأجر، والقنطار مثل التل العظيم.

                                          الوجه الثاني:

                                          [3254] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو حصين ، عن سالم ، عن معاذ قال: القنطار ألف ومائتا أوقية، قال أبو محمد : وروي عن أبي الدرداء ، وأبي هريرة نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث

                                          [3255] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا العلاء بن خالد بن وردان، ثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القنطار ألف دينار .

                                          والوجه الرابع:

                                          [3256] حدثنا أحمد بن عبد الرحيم البرقي ، ثنا عمرو بن أبي سلمة ، ثنا زهير بن محمد ، ثنا حميد الطويل ، ورجل آخر سماه عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: في قوله: قنطار يعني: ألف دينار .

                                          والوجه الخامس:

                                          [3257] حدثنا أبو زرعة ، ثنا مسدد ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن التيمي ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب قال: القنطار ثمانون ألفا.

                                          والوجه السادس:

                                          [3258] حدثنا الأشج ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح قال: القنطار مائة رطل.

                                          3 قال أبو محمد : روي عن السدي ، نحو ذلك.

                                          والوجه السابع:

                                          [3259] حدثنا أبي ، ثنا عارم ، عن حماد ، عن سعيد الجرشي، عن أبي [ ص: 609 ] نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: القنطار ملء مسك الثور ذهبا، قال أبو محمد : رواه محمد بن موسى الحرشي، عن حماد بن زيد مرفوعا، والموقوف أصح.

                                          والوجه الثامن:

                                          [3260] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله: والقناطير قال: من العرب من يقول القنطار ألف دينار، ومنهم من يقول اثنا عشر ألفا، قال أبو محمد : وروي عن الحسن أنه قال: اثنا عشر ألفا.

                                          والوجه التاسع:

                                          [3261] حدثنا أبو عبد الله الطهراني ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ عمر بن حوشب ، عن عطاء الخراساني ، أن ابن عمر سئل: ما القنطار؟ قال: سبعون ألفا.

                                          [3262] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: والقناطير المقنطرة فالقنطار سبعون ألفا، قال أبو محمد : وروي عن طاوس ، نحو ذلك.

                                          والوجه العاشر:

                                          [3263] حدثنا أبو زرعة ، ثنا مسدد ، ثنا يزيد بن زريع ، عن يونس ، عن الحسن : في هذه الآية: القنطار ألف ومائتا دينار.

                                          والوجه الحادي عشر:

                                          [3264] حدثنا أبي ، ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ، ثنا زافر يعني: ابن سليمان ، ثنا حبان ، عن سعيد بن طريف ، عن أبي جعفر قال: القنطار خمسة عشر ألف مثقال، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل أحد، وأكبرها ما بين السماء إلى الأرض.

                                          قوله تعالى: المقنطرة

                                          [3265] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله: والقناطير المقنطرة يقول: المضروبة حتى صارت دنانير ودراهم.

                                          [ ص: 610 ] قوله تعالى: من الذهب والفضة

                                          [3266] وبه عن السدي قوله: من الذهب والفضة قال: دنانير رباع.

                                          قوله تعالى: والخيل

                                          [3267] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعثمان قالا: ثنا يونس بن محمد ، عن عمران بن محمد بن سعيد وهو ابن المسيب ، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب في قوله: والخيل المسومة قال: خيل الله شقر، غر، محجلة قال سعيد : وزعموا أن رجلا يوم بدر نظر إليها تنزل من السماء.

                                          قوله تعالى: المسومة

                                          [3268] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا الوليد يعني ابن صالح ، ثنا شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: والخيل المسومة الراعية والمطهمة الحسان، ثم قرأ شجر فيه تسيمون

                                          [3269] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، وأبو نعيم ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير في قوله: والخيل المسومة قال: الراعية.

                                          قال أبو محمد : وروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وأبي سنان ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني:

                                          [3270] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: والخيل المسومة المصورة حسنا.

                                          [3271] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، وأبو نعيم ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد في قوله: والخيل المسومة قال: هي المطهمة الحسان، قال أبو محمد : وروي عن عكرمة قال: تسويمها: حسنها.

                                          [ ص: 611 ] والوجه الثالث:

                                          [3272] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة والخيل المسومة قال: شية الخيل في وجوهها.

                                          الوجه الرابع:

                                          [3273] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله: والخيل المسومة قال: تسوم المسلمون سيما والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصوف وقل ما التقت فئتان إلا تسوموا أخيالهم.

                                          والوجه الخامس:

                                          [3274] حدثنا أبي ، ثنا يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار، ثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر : في قول الله: المسومة منطقة بحمرة.

                                          والوجه السادس:

                                          [3275] حدثنا أبي ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا الوليد ، ثنا بعض شيوخنا، عن مكحول في قوله: والخيل المسومة قال: الغرة والتحجيل.

                                          قوله تعالى: والأنعام والحرث

                                          [3276] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد ، ثنا أسباط ، عن السدي والأنعام والحرث قال: الأنعام الراعية.

                                          قوله تعالى: ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب

                                          [3277] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا حيوة ، أنبأ شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي ، يحدث عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ".

                                          [ ص: 612 ] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب أما حسن المآب فحسن المنقلب وهي: الجنة.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية