الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 254 ] قل إني لن يجيرني من الله أحد إن أراد بي سوءا. ولن أجد من دونه ملتحدا منحرفا أو ملتجأ وأصله المدخل من اللحد.

                                                                                                                                                                                                                                        إلا بلاغا من الله استثناء من قوله لا أملك فإن التبليغ إرشاد وإنفاع وما بينهما اعتراض مؤكد لنفي الاستطاعة، أو من ملتحدا أو معناه أن لا أبلغ بلاغا وما قبله دليل الجواب. ورسالاته عطف على بلاغا ومن الله صفته فإن صلته عن كقوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».

                                                                                                                                                                                                                                        ومن يعص الله ورسوله في الأمر بالتوحيد إذ الكلام فيه. فإن له نار جهنم وقرئ «فإن» على فجزاؤه أن. خالدين فيها أبدا جمعه للمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                        حتى إذا رأوا ما يوعدون في الدنيا كوقعة بدر، أو في الآخرة والغاية لقوله: يكونون عليه لبدا بالمعنى الثاني، أو لمحذوف دل عليه الحال من استضعاف الكفار له وعصيانهم له. فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا هو أم هم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية