الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان عذاب العاصي يتوقف على العلم المحيط بأعماله ، والقدرة على نكاله ، استأنف تعالى الحكاية عنه في تنبيهه لهم على ذلك بقوله : قال مشيرا إلى أنه لا شيء من ذلك إلا إلى من أرسله ، وهو [ ص: 91 ] متصف بكلا الوصفين ، وأما هو فإنه وإن كان عالما فهو قاصر العلم فهو غير قادر ربي أعلم أي : مني بما تعملون لأنه محيط العلم فهو شامل القدرة ، فهو يعلم استحقاقكم للعذاب ، ومقدار ما تستحقون [منه] ووقت إنزاله ، فإن شاء عذبكم ، وأما أنا فليس علي إلا البلاغ وأنا مأمور به ، فلم أخوفكم من نفسي ولا ادعيت قدرة على عذابكم ، فطلبكم ذلك مني ظلم منكم مضموم إلى ظلمكم بالتكذيب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية