الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم

                                                                                                                                                                                                                                      فكذبوه أي : فتموا على تكذيبه وأصروا عليه . فأخذهم عذاب يوم الظلة حسبما اقترحوا ، أما إن أرادوا بالسماء السحاب فظاهر ، وأما إن أرادوا المظلة فلأن نزول العذاب من جهتها . وفي إضافة العذاب إلى يوم الظلة دون نفسها إيذان بأن لهم يومئذ عذابا آخر غير عذاب الظلة ، وذلك بأن سلط الله عليهم الحر سبعة أيام ولياليها فأخذ بأنفاسهم لا ينفعه ظل ولا ماء ولا سرب فاضطروا إلى أن خرجوا إلى البرية فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا ونسيما فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا . روي أن شعيبا عليه السلام بعث إلى أمتين : أصحاب مدين ، وأصحاب الأيكة ، فأهلكت مدين بالصيحة والرجفة ، وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظلة .

                                                                                                                                                                                                                                      إنه كان عذاب يوم عظيم أي : في الشدة والهول وفظاعة ما وقع فيه من الطامة والداهية التامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية