الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: إن أنا إلا نذير مبين كالعلة له أي: ما أنا إلا رسول مبعوث لإنذار المكلفين وزجرهم عما لا يرضيه سبحانه وتعالى، سواء كانوا من الأشرفين أو الأرذلين، فكيف يتسنى لي طرد من زعمتم أنهم أرذلون؟!

                                                                                                                                                                                                                                      وحاصله: أنا مقصور على إنذار المكلفين لا أتعداه إلى طرد الأرذلين منهم، أو: ما علي إلا إنذاركم بالبرهان الواضح وقد فعلته، وما علي استرضاء بعضكم بطرد الآخرين، وحاصله: أنا مقصور على إنذاركم لا أتعداه إلى استرضائكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن مجموع الجملتين جواب، وإن إيلاء الضمير حرف النفي يدل على أنهم زعموا أنه - عليه السلام - موصوف بصفتين، إحداهما اتباع أهوائهم بطرد المؤمنين لأجل أن يؤمنوا، وثانيتهما أنه نذير مبين، فقصر الحكم على الثاني دون الأول، ولا يخلو عن بحث.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية