الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    33 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: بغير الحق وقد قال في آل عمران: بغير حق فعرف هنا ونكر ذلك؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن آية البقرة نزلت في قدماء اليهود بدليل قوله تعالى: ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله .

                                                                                                                                                                    والمراد "بغير الحق" الموجب للقتل عندهم، بل قتلوهم ظلما وعدوانا.

                                                                                                                                                                    وآيات آل عمران في الموجودين زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                    [ ص: 100 ] بدليل قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم وبقوله تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون وبدليل قوله تعالى في الثانية: لن يضروكم إلا أذى الآية.

                                                                                                                                                                    لأنهم كانوا حرصاء على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم ـ ولذلك سموه، ولكن الله تعالى عصمه منهم فجاء منكرا ليكون أعم، فتقوى الشناعة عليهم والتوبيخ لهم؛ لأن قوله تعالى: " بغير حق"بمعنى قوله (ظلما وعدوانا).

                                                                                                                                                                    وهذا هو جواب من قال: ما فائدة قوله: (بغير الحق) أو: (بغير حق) والأنبياء لا يقتلن إلا بغير حق.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية