الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    315 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: كذلك وأورثناها بني إسرائيل وفي الدخان: وأورثناها قوما آخرين ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أنه حيث قال: (بني إسرائيل) فلعله لما سكنوها بعد مدة طويلة من غرق فرعون، وذلك لما تهود ملك مصر.

                                                                                                                                                                    وقيل: إن الضمير في "أورثناها" راجع إلى النعم المذكورة، أي: أورثهم إياها في الشام لا في مصر.

                                                                                                                                                                    وحيث قال: (قوما آخرين) فهم قوم ملكوا مصر بعد فرعون وقومه.

                                                                                                                                                                    هذا هو الجواب الظاهر، فإنه لم ينقل قط أنهم بعد غرق فرعون رجعوا إلى مصر بل دخلوا في التيه، ثم دخلوا الأرض المقدسة.

                                                                                                                                                                    وقيل: إنه لما بسط ذكر القصة هنا وسمى موسى وهارون - عليهما السلام - ناسب تعيين بني إسرائيل وتسميتهم في وراثة مصر.

                                                                                                                                                                    ولما اختصر القصة في الدخان ولم يسم موسى - عليه السلام - فيها بل قال تعالى: جاءهم رسول مبين فأتى باسمه مبهما - ناسب ذلك الإتيان بذكر بني إسرائيل مبهما بقوله تعالى: قوما آخرين وهذا على رأى من يجعل الضمير [ ص: 280 ] لجنات مصر وزروعها وكنوزها، وفيه نظر كما تقدم .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية