الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ؛ معنى " يتنازعون " : يتعاطون فيها كأسا؛ يتناول هذا الكأس من يد هذا؛ وهذا من يد هذا"؛ وقوله: لا لغو فيها ولا تأثيم ؛ معناه: لا يجري بينهم ما يلغى؛ أي: لا يجري بينهم باطل؛ ولا ما فيه إثم؛ كما يجري في الدنيا؛ لشربة الخمر؛ و"الكأس"؛ في اللغة: الإناء المملوء؛ فإذا كان فارغا فليس بكأس؛ وتقرأ: "لا لغو فيها ولا تأثيم"؛ بالنصب؛ فمن رفع؛ فعلى ضربين: على الرفع بالابتداء؛ و"فيها"؛ هو الخبر؛ وعلى أن يكون "لا"؛ في مذهب "ليس"؛ رافعة؛ أنشد سيبويه؛ وغيره:


                                                                                                                                                                                                                                        من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 64 ] ومن نصب؛ فعلى النفي؛ والتبرئة؛ كما قال في قوله: " لا ريب فيه " ؛ إلا أن الاختيار عند النحويين إذا كررت "لا"؛ في هذا الموضع الرفع؛ والنصب عند جميعهم جائز حسن.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية