الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وجحدوا أي : أنكروا عالمين بها أي : أنكروا كونها آيات موجبات لصدقه مع علمهم بإبطالهم لأن الجحود الإنكار مع العلم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الجحد معناه إنكار الشيء مع العلم به، حقق ذلك بقوله : واستيقنتها أي : والحال أنهم قد طلبوا الوقوف على حقائق أمرها [ ص: 138 ] حتى تيقنتها في كونها حقا أنفسهم وتخلل علمها صميم عظامهم ، فكانت ألسنتهم مخالفة لما في قلوبهم ، ولذلك أسند الاستيقان إلى النفس ، ثم علل جحدهم ووصفهم لها بخلاف وصفها فقال : ظلما وعلوا أي : إرادة وضع الشيء في غير حقه ، والتكبر على الآتي به ، تلبيسا على عباد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير : فأغرقناهم أجمعين بأيسر سعي وأهون أمر فلم يبق منهم غير تطرف ، ولم يرجع منهم مخبر ، على كثرتهم وعظمتهم وقوتهم ، عطف عليه تذكيرا به مسببا عنه قوله : فانظر ونبه على أن خبرهم مما تتوفر الدواعي على السؤال عنه لعظمته ، فقال معبرا بأداة الاستفهام : كيف كان وكان الأصل : عاقبتهم ، أي : آخر أمرهم ، ولكنه أظهر فقال : عاقبة المفسدين ليدل [على] الوصف الذي كان سببا لأخذهم تهديدا لكل من ارتكب مثله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية