الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (42) قوله تعالى : وإذ قالت الملائكة : إن شئت جعلت هذا الظرف نسقا على الظرف قبله وهو قوله : إذ قالت امرأت عمران وإن شئت جعلته منصوبا بمقدر قاله أبو البقاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عمر : "وإذ قال الملائكة " دون تاء تأنيث ، وتوجيه ذلك تقدم في فناداه الملائكة . ومعمول القول الجملة المؤكدة بإن من قوله : إن الله اصطفاك ، وكرر الاصطفاء رفعا من شأنها . قال الزمخشري : "اصطفاك أولا حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية ، واصطفاك آخرا على نساء العالمين بأن وهب لك عيسى من غير أب ولم يكن ذلك لأحد من النساء "

                                                                                                                                                                                                                                      واصطفى : افتعل من الصفوة ، أبدلت التاء طاء لأجل حرف الإطباق [ ص: 170 ] وقد تقدم تقريره في البقرة ، وتقدم سبب تعديه بـ "على " ، وإن كان أصل تعديته بـ "من " . وقال أبو البقاء : "وكرر اصطفى : [إما ] توكيدا ، وإما ليبين من اصطفاها عليهن " ، وقال الواحدي : "وكرر الاصطفاء لأن كلا الاصطفاءين يختلف معناهما ، فالاصطفاء الأول عموم يدخل فيه صوالح النساء ، والثاني اصطفاء بما اختصت به من خصائصها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية