الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ويل يومئذ للمكذبين

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 276 ] ألم نجعل الأرض كفاتا كافتة اسم لما يكفت أي يضم ويجمع كالضمام والجماع اسم لما يضم ويجمع، أو مصدر نعت به أو جمع كافت كصائم وصيام، أو كفت وهو الوعاء أجرى على الأرض باعتبار أقطارها.

                                                                                                                                                                                                                                        أحياء وأمواتا منتصبان على المفعولية وتنكيرهما للتفخيم، أو لأن أحياء الإنس وأمواتهم بعض الأحياء والأموات، أو الحالية من مفعوله المحذوف للعلم به وهو الإنس، أو بـ نجعل على المفعولية وكفاتا حال أو الحالية فيكون المعنى بالأحياء ما ينبت وبالأموات ما لا ينبت.

                                                                                                                                                                                                                                        وجعلنا فيها رواسي شامخات جبالا ثوابت طوالا والتنكير للتفخيم، أو الإشعار بأن فيها ما لم يعرف ولم ير وأسقيناكم ماء فراتا بخلق الأنهار والمنابع فيها.

                                                                                                                                                                                                                                        ويل يومئذ للمكذبين بأمثال هذه النعم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية