الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان في الخدمة أقرب أهل ذلك الزمان إلى الله فحصل له من النورانية ما هاله لأجله إعراضهم عن الله ، قال مستأنفا تعجيبا : [ ص: 152 ] وجدتها وقومها أي : كلهم على ضلال كبير ، وذلك أنهم يسجدون للشمس مبتدئين ذلك من دون الله أي : [من] أدنى رتبة من رتب الملك الأعظم الذي لا مثل له ، وهي رتبة الأفعال لأنها مصنوع من مصنوعاته تعالى سواء كان ذلك مع الاستقلال أو الشرك وزين لهم الشيطان أعمالهم أي : هذه القبيحة حتى صاروا يظنونها حسنة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما تسبب عن ذلك أنه أعماهم عن طريق الحق قال : فصدهم عن السبيل أي : الذي لا سبيل إلى الله غيره ، وهو الذي بعث به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما تسبب عن ذلك ضلالهم ، قال : "فهم" أي : بحيث لا يهتدون أي : لا يوجد لهم هدى ، بل هم في ضلال صرف ، وعمى محض.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية