الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فكان قاب قوسين أو أدنى ؛ [ ص: 71 ] المعنى: "كان ما بينه وبين رسول الله مقدار قوسين من القسي العربية؛ أو أقرب"؛ وهذا الموضع يحتاج إلى شرح؛ لأن القائل قد يقول: ليس تخلو "أو"؛ من أن تكون للشك؛ أو لغير الشك؛ فإن كانت للشك فمحال أن يكون موضع شك؛ وإن كان معناها: "بل أدنى"؛ بل أقرب؛ فما كانت الحاجة إلى أن يقول: فكان قاب قوسين ؛ كان ينبغي أن يكون "كان أدنى من قاب قوسين"؛ والجواب في هذا - والله أعلم - أن العباد خوطبوا على لغتهم؛ ومقدار فهمهم؛ وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزر؛ فالمعنى: "فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين؛ أو أدنى من ذلك"؛ كما تقول في الذي تقدره: "هذا قدر رمحين؛ أو أنقص من رمحين؛ أو أرجح"؛ وقد مر مثل هذا في قوله: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية