الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 8 ) باب ذكر الدليل على أن الحد الذي أصابه هذا السائل فأعلمه - صلى الله عليه وسلم - أن الله قد عفا عنه بوضوئه وصلاته كان معصية ارتكبها دون الزنا الذي يوجب الحد " إذ كل ما زجر الله عنه قد يقع عليه اسم حد ، وليس اسم الحد إنما يقع على ما يوجب جلدا أو رجما أو قطعا قط . قال الله تبارك وتعالى في ذكر المطلقة : ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) [ الطلاق : 1 ] قال : ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) [ البقرة : 229 ] ، فكل ما زجر الله عنه فاسم الحد واقع عليه ، إذ الله - عز وجل - قد أمر بالوقوف عنده فلا يجاوز ولا يتعدى " .

              312 - أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، أخبرنا أبو [ ص: 194 ] طاهر ، نا أبو بكر ، أنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قالا : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، نا أبو عثمان ، عن ابن مسعود ، أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر له أنه أصاب من امرأة إما قبلة ، أو مسا بيد ، أو شيئا كأنه يسأل عن كفارتها قال : فأنزل الله - عز وجل - : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) [ هود ] قال : فقال الرجل : ألي هذه ؟ قال : " هي لمن عمل بها من أمتي " .

              أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، قال : وحدثناه الصنعاني ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سليمان - وهو التميمي - بهذا الإسناد مثله ، فقال : أصاب من امرأة قبلة ولم يشك ، ولم يقل كأنه يسأل عن كفارتها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية