الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون

                                                                                                                                                                                                                                      ارجع أفرد الضمير ههنا بعد جمع الضمائر الخمسة فيما سبق لاختصاص الرجوع بالرسول عموم الإمداد ونحوه [ ص: 286 ] للكل ، أي : ارجع أيها الرسول إليهم أي : إلى بلقيس وقومها فلنأتينهم أي : فوالله لنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها أي : لا طاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها . وقرئ : "بهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      ولنخرجنهم عطف على جواب القسم منها من سبأ أذلة أي : حال كونهم أذلة بعدما كانوا فيه من العز والتمكين ، وفي جمع القلة تأكيد لذلتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وهم صاغرون أي : أسارى مهانون ، حال أخرى مفيدة لكون إخراجهم بطريق الأسر لا بطريق الإجلاء . وعدم وقوع جواب القسم لأنه كان معلقا بشرط قد حذف عند الحكاية ثقة بدلالة الحال عليه ، كأنه قيل : ارجع إليهم فليأتوا مسلمين ، وإلا فلنأتينهم إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية