الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا استئناف ببيان بعض ما فعلوا من الفساد ، أي : قال بعضهم لبعض في أثناء المشاورة في أمر صالح عليه الصلاة والسلام ، وكان ذلك غب ما أنذرهم بالعذب ، وقوله : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ... إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      تقاسموا بالله إما أمر مقول لقالوا ، أو ماض وقع بدلا منه ، أو حالا من فاعله بإضمار "قد" . وقوله تعالى : لنبيتنه وأهله أي : لنباغتن صالحا وأهله ليلا ونقتلنهم . وقرئ بالتاء على خطاب بعضهم لبعض ، وقرئ بياء الغيبة وضم التاء على أن تقاسموا فعل ماض .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم لنقولن لوليه أي : لولي صالح ، وقرئ بالتاء والياء كما قبله . ما شهدنا مهلك أهله أي : ما حضرنا هلاكهم ، أو وقت هلاكهم ، أو مكان هلاكهم فضلا أن نتولى إهلاكهم . وقرئ : "مهلك" بفتح اللام فيكون مصدرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنا لصادقون من تمام القول ، أو حال ، أي : نقول [ ص: 291 ] ما نقول ، والحال إنا لصادقون في ذلك ، لأن الشاهد للشيء غير المباشر له عرفا ، أو لأنا ما شاهدنا مهلكهم وحده بل مهلكه ومهلكهم جميعا ، كقولك : ما رأيت ثمة رجلا بل رجلين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية