الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والذي قال لوالديه أف لكما [17]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الفراء : أي قذرا لكما . وقد ذكرنا ما في أف من اللغات ( أتعدانني ) وذكر بعض الرواة أن نافع بن أبي نعيم قرأ ( أتعدانني) بفتح النون الأولى ، وذلك غلط غير معروف عن نافع وإنما فتح نافع الياء فغلط عليه . وفتح هذه النون لحن ولا يلتفت إلى ما أنشد وهو :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 166 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أعرف منها الأنف والعينانا



                                                                                                                                                                                                                                        وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : إن كان مثل هذا يجوز فليس بين الحق والباطل فرق . يتركون كتاب الله جل وعز ولغات العرب الفصيحة ويستشهدون بأعرابي بوال ( أن أخرج ) وقرأ الحسن ( أن أخرج) وتقديره أن أخرج من قبري ( وهما يستغيثان الله ) أي يسألانه ويطلبان إليه أن يلطف لهما بما يؤمن به . ( ويلك آمن ) يدلك على أنهما احتجا عليه ووعظاه . ونصب ويلك على المصدر . وتوهم القائل لهذا القول أن الأمم لما لم تخرج من قبورها أحياء في الدنيا أنها لا تبعث فذلك قوله ( وقد خلت القرون من قبلي ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية