الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ؛ أي: وأنتم تشهدون أنها آيات الله؛ لأنكم كنتم تخبرون بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل مبعثه؛ وأصل " لم تكفرون؟ " : " لما تكفرون؟ " ؛ والمعنى: لأي شيء تكفرون؟ وكذلك لم تقولون ما لا تفعلون ؛ وكذلك عم يتساءلون ؛ و فبم تبشرون ؛ فإذا وقفت على هذه الحروف وقفت بالهاء؛ فقلت: " لمه " ؛ و " بمه " ؛ لأن الألف حذفت في هذه الأسماء التي للاستفهام خاصة؛ فجوز ذلك؛ ولا يجوز [ ص: 428 ] ذلك في الموصولة؛ لأن الألف فيهن ليست آخر الأسماء؛ إنما الألف وسط؛ وحذفها لأن حروف الجر عوض منها؛ فحذفت استخفافا؛ لأن الفتحة دالة عليها؛ ولا يجوز إسكان هذه الحروف؛ وزعم الكسائي أن الأصل كان في " كم " ؛ " كما " ؛ قال: وكنت أشتهي أن تكون مفتوحة لالتقاء الساكنين في قولهم: " كم المال؟ " ؛ بالكسر؛ وهذا غلط من أبي الحسن؛ ولو كان كما يقول؛ لكان " كم مالك ؟ " ؛ كما أنك تقول: " لم فعلت؟ " ؛ وليس هذا القول مما يعرج عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية