الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ؛ عهد الله؛ هنا - والله أعلم -: ما أخذ الله على النبيين؛ ومن اتبعهم؛ ألا يكفروا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ دليل ذلك قوله - عز وجل -: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا ؛ [ ص: 106 ] فهذا هو العهد المأخوذ على كل من اتبع الأنبياء - عليهم السلام -؛ أن يؤمنوا بالرسول المصدق لما معهم؛ و " إصري " ؛ مثل عهدي؛ ويجوز أن يكون عهد الله الذي أخذه من بني آدم من ظهورهم؛ حين قال: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ؛ وقال قوم: إن عهد الله - عز وجل - الاستدلال على توحيده؛ وإن كل ذي تمييز يعلم أن الله خالق؛ فعليه الإيمان به؛ والقولان الأولان؛ في القرآن ما يصدق تفسيرهما؛ فأما إعراب " الذين " ؛ فالنصب على الصفة ل " الفاسقين " ؛ وموضع قوله: أن يوصل خفض على البدل من الهاء؛ والمعنى: ما أمر الله بأن يوصل؛ وموضع " أولئك " : رفع بالابتداء؛ و " الخاسرون " ؛ خبر الابتداء؛ و " هم " ؛ بمعنى الفصل؛ وهو الذي يسميه الكوفيون " العماد " ؛ ويجوز أن يكون " أولئك " ؛ رفعا بالابتداء؛ و " هم " ؛ ابتداء ثان؛ و " الخاسرون " ؛ خبر لهم؛ و " هم الخاسرون " ؛ خبر عن " أولئك " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية