الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 64] الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      الله الذي جعل لكم الأرض قرارا أي: تستقرون عليها وتسكنون فوقها: والسماء بناء أي: مبنية مرفوعة فوقكم بغير عمد ترونها لمصالحكم، وقوام دنياكم. وقد فسر (البناء) بالقبة المضروبة; لأن العرب تسمي المضارب (أبنية).

                                                                                                                                                                                                                                      فهو تشبيه بليغ، وهو إشارة إلى كرويتها. قال الشهاب : وصوركم فأحسن صوركم أي: يجعل كل عضو في مكان يليق به، ليتم الانتفاع بها، فتستدلوا بذلك على كمال حكمته: ورزقكم من الطيبات أي: لذيذات المطاعم والمشارب لتشكروه وحده: ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين أي: الذي لا تصلح الربوبية إلا له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية