الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون

                                                                                                                                                                                                                                      حتى إذا جاءوا إلى موقف السؤال والجواب والمناقشة والحساب قال ؛ أي : الله عز وجل موبخا لهم على التكذيب ، والالتفات لتربية المهابة أكذبتم بآياتي الناطقة بلقاء يومكم هذا . وقوله تعالى : ولم تحيطوا بها علما جملة حالية مفيدة لزيادة شناعة التكذيب وغاية قبحه ومؤكدة للإنكار والتوبيخ ؛ أي : أكذبتم بها بادئ الرأي غير ناظرين فيها نظرا يؤدي إلى العلم بكنهها، وأنها حقيقة بالتصديق حتما ، وهذا نص في أن المراد بالآيات فيما سلف في الموضعين : هي الآيات القرآنية؛ لأنها هي المنطوية على دلائل الصحة وشواهد الصدق التي لم يحيطوا بها علما مع وجوب أن يتأملوا ويتدبروا فيها لا نفس الساعة وما فيها . وقيل : هو معطوف على "كذبتم" ؛ أي : أجمعتم بين التكذيب وعدم التدبر بها .

                                                                                                                                                                                                                                      أماذا كنتم تعملون أي : أم أي شيء كنتم تعملون بها ، أو أم أي شيء كنتم تعملون غير ذلك ، بمعنى : أنه لم يكن لهم عمل غير ذلك كأنهم لم يخلقوا إلا للكفر والمعاصي مع أنهم ما خلقوا إلا للإيمان والطاعة يخاطبون بذلك تبكيتا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية