الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاعلم [19]

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : الفاء جواب للمجازاة أي قد بينا أن الله جل وعز واحد فاعلم ذلك . فأما مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، وهو عالم به ففي ذلك غير جواب . قال أبو إسحاق : مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته ، وعلى مذهب بعض النحويين أن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور أن يخاطب بهذا غيره مثل ( فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك ) وقيل : فاعلم علما زائدا على علمك لأن الإنسان قد يعلم الشيء من جهات ، وجواب رابع أن المعنى تحذير له من المعاصي أي فاعلم أنه لا إله إلا الله وحده لا يعاقب على العصيان غيره ، ويدل على هذا أن بعده واستغفر لذنبك كما تقول للرجل تحذره من المعصية : اعلم أنك ميت فلست تأمره أن يفعل العلم وإنما تحذره من المعاصي . قال أبو إسحاق : ( والله يعلم متقلبكم ) أي متصرفكم ( ومثواكم ) أي مقامكم في الدنيا والآخرة . قال

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية