الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قلت: قد ذكر ما ذكر في حجج الذين سماهم "مجسمة" مع تقصير فيها فإنها حجج كثيرة جدا، ومع هذا فلم يمكنه أن يمنعهم ثبوت التشبيه من بعض الوجوه كما قرره، ولا أمكنه أن يمنع أن هذا ثابت بالكتاب والسنة واتفاق المسلمين؛ لكن ادعى أن التجسيم يوجب إثبات مثل لله في تمام ماهيته، وذلك ليس تشبيها في بعض الأمور؛ بل هو مماثلة في كمال الحقيقة والماهية.

قلت: ولا ريب أن من أثبت لله مثلا في كمال حقيقته فهو مشبه، بل هو أعظم من أن يقال مشبه؛ بل هو جاعل لله تعالى كفوا وشبها وندا قال: ( فالأشياء المشتركة في الموجودية والعالمية والقادرية لا يجب تماثلها في تمام الماهية ) قلت: وهذا حق، فإن اشتراك الشيئين في كونهما موجودين أو عالمين [ ص: 512 ] أو قادرين لا يوجب استواءهما في حقيقتهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية