الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى [25]

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : أي رجعوا بعد سماع الهدى وتبيينه إلى الكفر ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) هذه قراءة أكثر الأئمة ، وقرأ أبو عمرو والأعرج وشيبة وعاصم الجحدري ( وأملي لهم ) على ما لم يسم فاعله ، وقرأ مجاهد وسلام ويعقوب ( وأملي لهم) بإسكان الياء فالقراءة الأولى بمعنى وأملى الله جل وعز لهم ، والقراءة الثانية تئول إلى هذا المعنى؛ لأنه قد علم أن الله تبارك وتعالى هو الذي أملى لهم ، والقراءة الثالثة بينة أخبر الله جل وعز أنه يملي لهم . والكوفيون يميلون ( وأملى لهم) لأن الألف منقلبة من الياء ومعنى أملى له؛ مد له في العمر ولم يعاجله بالعقوبة وهو مشتق من [ ص: 190 ] الملاوة ، وهي القطعة من الدهر ومنه ملاك الله جل وعز نعمته وتمل حبيبك والملوان : الليل والنهار .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية