الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون

                                                                                                                                                                                                                                      وقالت امرأت فرعون أي: لفرعون حين أخرجته من التابوت. قرت عين لي ولك أي: هو قرة عين لنا لما أنهما لما رأياه أحباه، أو لما ذكر من برء ابنته من البرص بريقه. وفي الحديث أنه قال: لك لا لي. ولو قال كما هو لك لهداه الله تعالى كما هداها. لا تقتلوه خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده. عسى [ ص: 5 ] أن ينفعنا فإن فيه مخايل اليمن، ودلائل النجابة، وذلك لما رأت فيه من العلامات المذكورة. أو نتخذه ولدا أي: نتبناه، فإنه خليق بذلك. وهم لا يشعرون حال من آل فرعون ، والتقدير: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا، وقالت امرأته: كيت وكيت وهم لا يشعرون بأنهم على خطأ عظيم فيما صنعوا من الالتقاط، ورجاء النفع منه، والتبني له. وقوله تعالى: "إن فرعون" ... الآية. اعتراض وقع بين المعطوفين لتأكيد خطئهم، وقيل: حال من أحد ضميري نتخذه على أن الضمير للناس، أي: وهم لا يعلمون أنه لغيرنا، وقد تبنيناه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية