الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3600 (7) باب ما جاء في أكل الضب

                                                                                              [ 1845 ] عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال: لست بآكله ولا محرمه.

                                                                                              وفي رواية: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فلم يأكله ولم يحرمه.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 62 و 74) والبخاري (5536) ومسلم (1943) (39 - 41) والترمذي (1790) والنسائي (7 \ 197) وابن ماجه (3242). [ ص: 230 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 230 ] (7 و 8) ومن باب أكل الضب

                                                                                              وهو حرذون كبير يكون في الصحراء.

                                                                                              و( المحنوذ ): المشوي بالرضف، وهي الحجارة المحماة، وهو الحنيذ أيضا. وقيل: المشوي مطلقا. يقال: حنذته النار والشمس إذا شوته.

                                                                                              و(قوله صلى الله عليه وسلم في الضب: لست بآكله، ولا محرمه ) ، و(قول خالد : ( أحرام الضب يا رسول الله؟ فقال: لا ) دليل على أنه ليس بحرام، وهي تبطل قول من قال بتحريمه، حكاه المازري عن قوم، ولم يعينهم، وحكى ابن المنذر عن علي - رضي الله عنه - النهي عن أكله، والجمهور من السلف والخلف على إباحته لما ذكرناه، وقد كرهه آخرون: فمنهم من كرهه استقذارا، ومنهم من كرهه مخافة أن يكون مما مسخ، وقد جاء في هذه الأحاديث التنبيه على هذين التعليلين، وقد جاء [ ص: 231 ] في غير كتاب مسلم : أنه - صلى الله عليه وسلم - كرهه لرائحته، فقال: (إني يحضرني من الله حاضرة) يريد: الملائكة. فيكون هذا كنحو ما قال في الثوم: (إني أناجي من لا تناجي).

                                                                                              قلت: ولا بعد في تعليل كراهة الضب بمجموعها.

                                                                                              وإنما كان يسمى له الطعام إذا وضع بين يديه ليقبل على ما يحب، ويترك ما لا يحب; فإنه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يذم ذواقا، فإن أحبه أكله، وإن كرهه تركه، كما فعل بالضب.




                                                                                              الخدمات العلمية