الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إثبات السمع والبصر لله تعالى .

حديث آخر .

318 - رواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال فيما خرجه من أخبار الصفات بإسناده ، عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : ( إن الله كان سميعا بصيرا ) فوضع إصبعه الدعاء وإبهامه على عينه وأذنه " .

وفي لفظ آخر : " فوضع إبهامه على أذنه والأخرى على عينه " قال أبو محمد : هذا حديث إسناده شرط مسلم يلزمه إخراجه في الصحيح ، وهو حديث ليس فيه علة [ ص: 338 ] .

اعلم أنه ليس المراد بالإشارة إلى العضو والجارحة التي لا مدح في إثباتها ، لأن القديم سبحانه يستحيل عليه ذلك ، وإنما المراد بذلك تحقيق السمع والبصر الذي في إثبات المقصود أن الله عز وجل يرى المرئيات برؤيته ، ويسمع المسموعات بسمعه ، فأشار إلى الأذن والعين تحقيقا للسمع والبصر لأجل أنهما محل للسمع والبصر ، وقد يسمى محل الشيء باسمه لما بينهما من المجاورة والقرب .

ولأن هذا الخبر أفاد أن وصفه عز وجل بأنه سميع بصير لا على معنى وصفه بأنه " عليم " كما ذهب إليه بعض أهل النظر ولم يثبتوا لله عز وجل في وصفنا له بأنه " سميع " معنى خاصا ، وفائدة زائدة على وصفنا له بأنه عليم ، فأفاد بذلك تحقيق معنى السمع والبصر ، وأنه معنى زائد على العلم ، إذ لو كان معنى ذلك العلم لكان يشير إلى القلب الذي هو محل العلم ، لينبه بذلك على معناه ، فلما أشار إلى العين والأذن - وهما محلان للسمع والبصر - حقق الفرق بين السمع والبصر وبين العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية