الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين

                                                                                                                                                                                                                                      وما كنت بجانب الغربي شروع في بيان أن إنزال القرآن الكريم أيضا واقع في زمان شدة مساس الحاجة إليه، واقتضاء الحكمة له البتة، وقد صدر بتحقيق كونه وحيا صادقا من عند الله عز وجل، ببيان أن الوقوف على ما فصل من الأحوال لا يتسنى [ ص: 16 ] إلا بالمشاهدة، أو التعلم ممن شاهدها، وحيث انتفى كلاهما تبين أنه بوحي من علام الغيوب لا محالة على طريقة قوله تعالى: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ... الآية. أي: وما كنت بجانب الجبل الغربي، أو المكان الغربي الذي وقع فيه الميقات على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، أو الجانب الغربي على إضافة الموصوف إلى الصفة كمسجد الجامع. إذ قضينا إلى موسى الأمر أي: عهدنا إليه، وأحكمنا أمر نبوته بالوحي، وإيتاء التوراة. وما كنت من الشاهدين أي: من جملة الشاهدين للوحي، وهم السبعون المختارون للميقات حتى تشاهد ما جرى من أمر موسى في ميقاته، وكتبة التوراة له في الألواح فتخبره للناس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية