الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) الآية [ 55 ] .

                                                                                                                                                                  646 - روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية ، قال : مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين - بعدما أوحى الله إليه - خائفا هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سرا وعلانية . ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يصبحون في السلاح ، ويمسون في السلاح . فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لن تلبثوا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليست فيهم حديدة . وأنزل الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) إلى آخر الآية . فأظهر الله تعالى نبيه على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا . ثم قبض الله تعالى نبيه فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [ تعالى ما ] بهم .

                                                                                                                                                                  647 - أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن الحسين النقيب قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النصراباذي قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : حدثنا أبي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار - رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله عز وجل ؟ فأنزل الله تعالى لنبيه : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) إلى قوله : ( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) يعني بالنعمة . رواه الحاكم [ أبو عبد الله ] في صحيحه ، عن محمد بن صالح بن هانئ ، عن أبي سعيد بن شاذان ، عن الدارمي .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية