الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما علم بهذه الآيات حال من أصر على كفره وعمل سيئا بطريق العبارة ، وأشير إلى حال من تاب فوعد الوعد الحسن ألطف إشارة تسبب عن ذلك [التشوف إلى] التصريح بحالهم ، فقال مفصلا مرتبا على ما تقديره : هذا حال من أصر على كفره فأما من تاب أي : عن كفره وقال : وآمن تصريحا بما علم التزاما ، فإن الكفر والإيمان ضدان ، لا يمكن ترك أحدهما إلا بأخذ الآخر وعمل تصديقا لدعواه باللسان صالحا

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت النفس نزاعة إلى النقائص ، مسرعة إلى الدنايا ، أشير إلى صعوبة الاستمرار على طريق الهدى إلا بعظيم المجاهدة بقوله : فعسى أي : فأنه يتسبب عن حاله هذا الطمع في أن يكون أي : كونا هو في غاية الثبات من المفلحين أي : الناجين من شر ذلك اليوم ، الظافرين [ ص: 339 ] بجميع المراد ، باستمرارهم على طاعتهم إلى الموت ، وإنما لم يقطع له بالفلاح وإن كان مثل ذلك في مجاري عادات الملوك قطعا ، إعلاما بأنه لا يجب سبحانه شيء ليدوم حذره ، ويتقي قضاؤه وقدره ، فإن الكل منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية