الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: أفرأيتم النار التي تورون ؛ معناه: تقدحون؛ تقول: "ورى الزند يري؛ وريا؛ فهو وار"؛ إذا انقدحت منه النار؛ و"أوريت النار"؛ إذا قدحتها؛ والعرب تقدح بالزند؛ والزندة؛ وهذا خشب يحك بعضه على بعض؛ فيخرج منه النار؛ فقال: أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ؛ أي: إذا رآها الرائي ذكر جهنم وما يخافه من العذاب؛ فذكر الله - عز وجل - واستجار به منها؛ ومعنى " متاعا للمقوين " ؛ "المقوي": الذي ينزل بالقواء؛ وهي الأرض الخالية؛ فذكر الله - عز وجل - جميع ما يدل على توحيده؛ وما أنعم به عليهم من خلقهم؛ وتغذيتهم مما يأكلون؛ ويشربون؛ مما يدل على قدرته؛ ووحدانيته؛ ثم قال - عز وجل -: فسبح باسم ربك العظيم ؛ أي: فبرئ الله - عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية